نكتُب فصلًا جديدًا من اللقاءات الحصرية التي تعكس همسات رمضان - أجمل وقت للامتنان لكلّ النعم، العائلة، التقاليد والإلهام العميق. التقت أُناس نوف حكيم ونور عزوني، اللذان جمعتهما الحياة والشغف ليخبرا أكثر عن قوّة الاتساق، وكيفية تحديد وتيرتنا الخاصّة، ورؤيتهما لمنصّة إنرلايت.
حدثونا عن أنفسكم.
نحن زوجان مشتركان في الحياة والأعمال، نعيش مع أطفالنا الخمسة في مدينة جدة. قبل لقائنا، كان نور في نهاية رحلته العملية كمهندس شبكات الكومبيوتر، التي قرّر تركها بسبب عدم تلبيتها لشغفه وحبه للتعليم. بدأ بعدها عدة تجارات في مهن متفرقة ليجد نفسه في مجال التدريب والتعلم لعلوم النفس ومهارات الحياة، ويقدم الكثير من البرامج والدورات في مجال استعادة الذات. على الجانب الآخر من مدينة جدة، كانت نوف تخوض مغامرة جريئة في عالم الأزياء، حيث أسست علامتين تجاريتين حققتا نجاحاً باهراً بتصاميم عصرية ومختلفة عمّا كان مطروحاً في الساحة حينها. بعد انتهائها من دراسة الماجستير في مجال التعليم الخاص، ولد لديها شغفٌ جديد لاكتشاف ذاتها والبحث عن جوهرها، لتجد نفسها ملهمة بعالم التأمل، التشافي بالفن واستعادة الذات. أسست بعدها مشروعاً شخصياً كان من أوائل استديوهات التأمل في مدينة جدة، وهنا التقينا لتتكون بيننا شراكة حياة منذ ٢٠١٨ حتى الآن.
ما هو مصدر الوحي لإنرلايت؟
بعد أن تقاطعت الطرق في حياتنا الشخصية، لم نستطع أن نتجاهل مدى تشابه الرحلات التي قادتنا إلى الشغف ذاته بمجال استعادة وتطوير الذات. بدأنا بعدها بتقديم برامج مشتركة موجهة إلى الجنسين، تناقش الأفكار المحلية السائدة والبرمجات المؤثرة، من منظور عربي محلي، ليتطوّر لاحقاً إلى ولادة منصة إنرلايت. تقدم المنصة برامج وورش عمل ورحلات، تخاطب العقل، والروح، في مجالات الشغف، استعادة الذات والتشافي. تستخدم المنصة لغة محلية بسيطة مبنية على تجارب حقيقية، بعيدة عن التكلف والمثالية، آخذةً في عين الإعتبار التركيبة الفريدة للمجتمع العربي والخليجي، لتساعد أكبر عدد من الناس أن يعيشوا حياة أكثر إتساعاً.
الموضة هي وسيلة تمنح الثقة والقوة للشخص. كيف تستخدمون الموضة كأداة للتعبير عن الذات أو تقوية النفس؟
نؤمن بأن الجانب المرئي هو جزءٌ أساسي من تعبيرنا عن ذاتنا، وهو انعكاسٌ خارجي واضح لما يجوب في الداخل - كما تقول الحكمة القديمة "كما في الداخل، كذلك في الخارج". ولأن الإتزان هو أحد قيمنا الأساسية، في الحياة الشخصية والعملية، إننا نحرص كل الحرص على التعبير عن الجمال سواء في جلسات التصوير الثابتة أو في البرامج التي نقدمها، بإختيار التصاميم المناسبة للخلفيات والملابس التي تعبر عن المحتوى الذي نقدمه بكل صدق وثقة.
كيف يمكن لمفهوم الفخامة أن يمتد لما بعد الممتلكات المادية ويتجسد في الفكر والحياة اليومية؟
الفخامة في نظرنا لا تقتصر على مجرد الجانب المادي، هي مفهوم عميق يبدأ من الذات داخلياً، لينعكس على ما نقول، ما نسمع، وما نرى، وحتى ما نأكل ونشرب، وصولاً إلى كيفية تعاملنا اليومي الراقي مع بعضنا البعض ومع الآخرين.
هل يمكنكم مشاركتنا بعض العادات أو الروتين اليومي الذي يُضيف مفهوم الفخامة إلى حياتكم؟
لعل الكلمة التي بدأنا في استخدامها مؤخراً هي ما يعبر عن هذا المفهوم، ألا وهي: "الاتساق". وهي حالة من الاتزان التي تعطي ذات الأهمية للجانب المرئي واللامرئي منا، لتوصلنا إلى تطابق الداخل والخارج في المشاعر والقرارات وتجلي الحياة. التمارين الرياضية وجلسات التأمل، وشرب كمية كافية من الماء هي قرارات متسقة يومية، تشعرنا بأن الحياة تستحق أن نعيشها بأكبر قدر من الفخامة الممكنة.
كيف أثّر العمل معًا كزوجين على رحلتكم الروحانية الفردية؟
التقاء العلاقتين الزوجية والعملية قد يكون أحد أكبر التحديات التي واجهناها،وقد يعتقد من يرانا بأننا متفقون في كل شئ، لكن الواقع أننا نختلف في طريقة التفكير والعمل والحياة أحياناً. لكن ما بدأ كتصادم تطور ليصبح طريقاً للتكامل ووسيلة أساسية لاكتشاف زوايا كانت خفية من ذواتنا لتساعدنا على تعميق وتثبيت العلاقة. ازدادت نقاط الإتفاق، وتحولت نقاط الإختلاف إلى فرصٍ للتطور في العمل والحياة مكونة خيارات أوسع لرؤية الواقع وبعضنا البعض.
كيف يُمكن لما تعكسه مشاعر رمضان أن تؤثر على حياتكم وطريقة عيشكم؟
ما نحرص عليه في رمضان هو أن نكون على جدولٍ يومي شبيه جداً بالأيام العادية. مواعيد النوم والإستيقاظ لا تتغير كثيراً، مما يساعدنا على تنفيذ المهام اليومية بطريقة عملية وملهمة. إضافة إلى فرصة الإتصال العائلي التي يهدينا إياها شهر رمضان.
كمؤسسين لمنصة مُلهمة ومؤثرة، ما هي النصائح التي تودون تقديمها لمن يرغب بتجربة مساقات الصحة الذهنية؟
الرسالة لأنفسنا قبل الآخرين: "تعاطف مع نفسك، ضعها أولاً، وابدأ بالتعرف عليها بخطوات صغيرة حانية، ثم ابدأ بإعطائها ما فقدته وتعويضها عما كانت تحتاجه. تذكّر، أنت لا ترى الحياة كما هي، بل تراها كما ترى نفسك."
هل يمكنكم ذكر تجربة مررتم بها وشعرتم بانسجام عميق مع اللحظة الحاضرة؟ كيف أثرت هذه التجربة على ممارساتكم اليومية خلال شهر رمضان وما بعده؟
حين نأخذ وقتًا مستقطعًا في عطلة نهاية الأسبوع لنكون في قلب الطبيعة، بعيداً عن ضوضاء المدينة و من دون أجهزتنا المحمولة.
ما هي النصيحة أو الرسالة التي تودون مشاركتها مع كل من يبحث عن شعور اتصال عميق وروحاني مع الذات خلال شهر رمضان؟
تباطأ! عجلة الحياة السريعة من البيت إلى العمل، ومواقع التواصل الإجتماعي، برمجتنا على إيقاع حياة سريع جدًّا. لذا، فإن الهدية التي نستطيع إهدائها لأنفسنا هي أن نبطئ تلك العجلة لنستشعر جمال اللحظات البسيطة اليومية.
ما هي الأمنيات والطموحات التي تسعون إلى تحقيقها لنشر ثقافة الوعي والتشافي الذاتي من خلال منصتكم؟
الأمل هو أن تتقاطع طرقنا مع أكبر عدد ممكن من الناس، لنساعدهم على رؤية منظور مختلف لاحتمالات حياتهم، وتوسيع زاوية الرؤية للمَكِنات في مجال علاقاتهم بذاتهم والآخرين، استحقاقهم للحب والجمال والمال، والسعة اللامنتهية التي تنتظرهم.
تدعو حملة "من هَمسات رمضان" للتفكير باللحظة الحاضرة. ما الذي يعنيه ذلك لكم؟
التفكير باللحظة الحاضرة هو تذكير لنا للإمتنان لكل النعم المحيطة بنا، الصغيرة منها والعظيمة. وهو طقس من ٤ أسئلة تحول إلى عادة يومية في عائلتنا تساعدنا على العودة إلى اللحظة الحالية بطريقة عملية: ما هو شعورك ما هي نيتك عدد أشياء ممتن لها ما أكثر شيء تتحمس لعمله اليوم